فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

1- الأسماء الحسنى: «إن للّه عز وجل تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة وهي: هو اللّه الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت أي المقتدر، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور».
2- الجهر والمخافتة وبيان السبب في ذلك:
بعد أن وجدت قريش أن دخولها في محاورات مع النبي لن يجديها شيئا بعد أن تكررت هزيمتها أمام الحجج الرائعة والمعاجز الإلهية التي كان يبدها بها، وبعد أن شعرت أنه لا قبل لها بتحدي القرآن وسلطانه المقدس على النفوس قرّ رأيها على أن تلجأ إلى ضرب آخر من المقاومة السلبية وذلك أن تمتنع تماما عن سماع القرآن، روى ابن اسحق: جعلوا إذا جهر الرسول بالقرآن وهو يصلي يتفرقون عنه ويأبون أن يستمعوا له وكان الرجل منهم إذا أراد أن يستمع من رسول اللّه بعض ما يتلو من القرآن وهو يصلي استرق السمع دونهم فرقا منهم فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشية أذاهم فلم يستمع، وإن خفض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صوته فظن الذي يستمع انهم لا يستمعون شيئا من قراءته وسمع هو شيئا دونهم أصاخ له يستمع منه.
وروى ابن عباس: إنما أنزلت هذه الآية {ولا تجهر بصلاتك} إلخ من أجل هؤلاء النفر.
وإذا كان سادة قريش قد دعوا أهل مكة إلى الانصراف عن سماع القرآن فما كانت بهم طاقة على تنفيذ هذا الأمر لما يحسون في أنفسهم من رقة ومن شغف لسماع هذا التنزيل الذي لا عهد لهم به.
وروى ابن اسحق أيضا: أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول اللّه وهو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا.
فلما أصبح الأخنس أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال له: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال: يا أبا ثعلبة، واللّه لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، فقال له الأخنس: وأنا والذي حلفت به كذلك ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته وقال له: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا هنا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ واللّه لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه، فقام عنه الأخنس وتركه.
وهكذا كانت قريش في حيرة من أمرها: ترق قلوبها وتخشع أفئدتها للقرآن لإدراكها أسراره ونفاذها إلى بيانه وسبرها غوره بيد أن نزاع العصبية وشارات الرياسة وأوضاع الجاهلية كل ذلك كان يحجبها عن الإسلام. وسيأتي المزيد من هذا البحث الطريف الجليل... اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الإسراء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قد تقدم الكلام على {سبحان} في قصة آدم عليه السلام في البقرة، و{ليلا} ظرف لأسرى، وتنكيره يدل على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه {حوله} ظرف لباركنا، وقيل مفعول به: أي طيبنا أو نمينا {لنريه} بالنون لأن قبله إخبارا عن المتكلم، وبالياء لأن أول السورة على الغيبة، وكذلك خاتمة الآية، وقد بدأ في الآية بالغيبة وختم بها ثم رجع في وسطها إلى الإخبار عن النفس فقال: باركنا ومن آياتنا، والهاء في {أنه} لله تعالى، وقيل للنبى صلى الله عليه وسلم: أي إنه السميع لكلامنا البصير لذاتنا.
قوله تعالى: {ألا يتخذوا} يقرأ بالياء على الغيبة، والتقدير: جعلناه هدى لئلا يتخذوا، أو آتينا موسى الكتاب لئلا يتخذوا، ويقرأ بالتاء على الخطاب.
وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أن (أن) بمعنى أي، وهى مفسرة لما تضمنه الكتاب من الأمر والنهى.
والثاني أن (أن) زائدة: أي قلنا لا تتخذوا.
والثالث أن (لا) زائدة، والتقدير: مخافة أن تتخذوا، وقد رجع في هذا من الغيبة إلى الخطاب، وتتخذوا هنا يتعدى إلى مفعولين: أحدهما {وكيلا} وفي الثاني وجهان: أحدهما {ذرية} والتقدير: لا تتخذوا ذرية من حملنا وكيلا: أي ربا أو مفوضا إليه، ومن دوني يجوز أن يكون حالا من وكيل أو معمولا له أو متعلقا بتتخذوا.
والوجه الثاني المفعول الثاني من دوني، وفي ذرية على ثلاثة أوجه: أحدها هو منادى.
والثاني هو منصوب بإضمار أعنى.
والثالث هو بدل من وكيل، أو بدل من موسى عليه السلام، وقرئ، شاذا بالرفع على تقدير هو ذرية، أو على البدل من الضمير في يتخذوا على القراءة بالياء لأنهم غيب، و{من} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة.
قوله تعالى: {لتفسدن} يقرأ بضم التاء وكسر السين من أفسد، والمفعول محذوف أي الأديان أو الخلق، ويقرأ بضم التاء وفتح السين: أي يفسدكم غيركم، ويقرأ بفتح التاء وضم السين، أي تفسد أموركم {مرتين} مصدر، والعامل فيه من غير لفظه {وعد أولاهما} أي موعود أولى المرتين: أي ما وعدوا به في المرة الأولى {عبادا لنا} بالألف وهو المشهور، ويقرأ عبيدا وهو جمع قليل، ولم يأت منه إلا ألفاظ يسيرة {فجاسوا} بالجيم، ويقرأ بالحاء والمعنى واحد، و{خلال} ظرف له، ويقرأ خلل الديار بغير ألف، قيل هو واحد، والجمع خلال مثل جبل وجبال {وكان} اسم كان ضمير المصدر: أي وكان الجوس.
قوله تعالى: {الكرة} هي مصدر في الأصل يقال كركرا وكرة، و{عليهم} يتعلق برددنا، وقيل بالكرة لأنه يقال كر عليه، وقيل هو حال من الكرة {نفيرا} تمييز، وهو فعيل بمعنى فاعل: أي من ينفر معكم وهو اسم للجماعة، وقيل هو جمع نفر مثل عبد وعبيد.
قوله تعالى: {وإن أسأتم فلها} قيل اللام بمعنى على، كقوله: {وعليها ما اكتسبت} وقيل هي على بابها وهو الصحيح، لأن اللام للاختصاص، والعامل مختص بجزاء عمله حسنة وسيئة {وعد الآخرة} أي الكرة الآخرة {ليسوءوا} بالياء وضمير الجماعة: أي ليسوء العباد أو النفير، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير واو: أي ليسوء البعث أو المبعوث: أو الله، ويقرأ بالنون كذلك، ويقرأ بضم الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة: أي ليقبح وجوهكم {ما علوا} منصوب بيتبروا: أي وليهلكوا علوهم وماعلوه، ويجوز أن يكون ظرفا.
قوله تعالى: {حصيرا} أي حاصرا، ولم يؤنثه لأن فعيلا هنا بمعنى فاعل، وقيل التذكير على معنى الجنس، وقيل ذكر لأن تأنيث جهنم غير حقيقي.
قوله تعالى: {أن لهم} أي بأن لهم {وأن الذين} معطوف عليه: أي يبشر المؤمنين بالأمرين.
قوله تعالى: {دعاءه} أي يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير، والمصدر مضاف إلى الفاعل، والتقدير: يطلب الشر، فالباء للحال، ويجوز أن تكون بمعنى السبب.
قوله تعالى: {آيتين} قيل التقدير: ذوى آيتين، ودل على ذلك قوله: {آية الليل} {وآية النهار} وقيل لا حذف فيه، فالليل والنهار علامتان ولهما دلالة على شيء آخر، فلذلك أضاف في موضع ووصف في موضع.
قوله تعالى: {وكل شئ} منصوب بفعل محذوف لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل، ولولا ذلك لكان الأولى رفعه ومثله {وكل إنسان}.
قوله تعالى: {ونخرج} يقرأ بضم النون، ويقرأ بياء مضمومة وبياء مفتوحة وراء مضمومة، و{كتابا} حال على هذا: أي ونخرج طائره أو عمله مكتوبا، و{يلقاه} صفة للكتاب، و{منشورا} حال من الضمير المنصوب، ويجوز أن يكون نعتا للكتاب.
قوله تعالى: {اقرأ} أي يقال.
قوله تعالى: {أمرنا} يقرأ بالقصر والتخفيف: أي أمرناهم بالطاعة، وقيل كثرنا نعمهم، وهو في معنى القراءة بالمد، ويقرأ بالتشديد والقصر: أي وجعلناهم أمراء،
وقيل هو بمعنى الممدودة، لأنه تارة يعدى بالهمزة وتارة بالتضعيف، واللازم منه أمر القوم: أي كثروا، وأمرنا جواب إذا، وقيل الجملة نصب نعتا لقرية، والجواب محذوف.
قوله تعالى: {وكم أهلكنا} كم هنا خبر في موضع نصب بأهلكنا {من القرون} وقد ذكر نظيره في قوله: {كم آتيناهم من آية}.
قوله تعالى: {من كان} من مبتدأ، وهى شرط، و{عجلنا} جوابه {لمن نريد} هو بدل من له بإعادة الجار {يصلاها} حال من جهنم أو من الهاء في له، و{مذموما} حال من الفاعل في يصلى.
قوله تعالى: {سعيها} يجوز أن يكون مفعولا به، لأن المعنى عمل عملها.
ولها من أجلها، وأن يكون مصدرا.
قوله تعالى: {كلا} هو منصوب بنمد والتقدير كل فريق، و{هؤلاء وهؤلاء} بدل من كل، و{من} متعلقة بنمد.
والعطاء اسم للمعطى.
قوله تعالى: {كيف} منصوب ب {فضلنا} على الحال أو على الظرف.
قوله تعالى: {ألا تعبدوا} يجوز أن يكون أن بمعنى أي، وهى مفسرة لمعنى قضى، ولانهى، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أي ألزم ربك عبادته ولا زائدة، ويجوز أن يكون قضى بمعنى أمر، ويكون التقدير: بأن لا تعبدوا.
قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} قد ذكر في البقرة {إما يبلغن} إن شرطية، وما زائدة للتوكيد، ويبلغن هو فعل الشرط والجزاء فلا تقل، ويقرأ {يبلغان} والألف فاعل و{أحدهما أو كلاهما} بدل منه.
وقال أبو علي: هو توكيد، ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف: أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما، وفائدته التوكيد أيضا، ويجوز أن تكون الألف حرفا للتثنية والفاعل أحدهما {أف} اسم للفعل ومعناه التضجر والكراهة، والمعنى: لا تقل لهما كفا أو اتركا، وقيل هو اسم للجملة الخبرية: أي كرهت أو ضجرت من مداراتكما، فمن كسر بناه على الأصل، ومن فتح طلب التخفيف مثل رب، ومن ضم أتبع، ومن نون أراد التنكير، ومن لم ينون أراد التعريف، ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا.
قوله تعالى: {جناح الذل} بالضم وهو ضد العز، وبالكسر وهو الانقياد ضد الصعوبة {من الرحمة} أي من أجل رفقك بهما، فمن متعلقة باخفض، ويجوز أن تكون حالا من جناح {كما} نعت لمصدر محذوف: أي رحمة مثل رحمتهما.
قوله تعالى: {ابتغاء رحمة} مفعول له، أو مصدر في موضع الحال {ترجوها} يجوز أن يكون وصفا للرحمة، وأن يكون حالا من الفاعل، ومن ربك يتعلق بترجوها ويجوز أن يكون صفة لرحمة.
قوله تعالى: {كل البسط} منصوبة على المصدر لأنها مضافة إليه.
قوله تعالى: {خطأ} يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمز وهو مصدر خطئ مثل علم علما، وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز.
وفيه ثلاثة أوجه: أحدها مصدر مثل شبع شبعا، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا في المصدر وياء في الفعل لانكسار ما قبلها.
والثاني أن يكون ألقى حركة الهمزة على الطاء فانفتحت وحذف الهمزة.
والثالث أن يكون خفف الهمزة بأن قلبها ألفا على غير القياس فانفتحت الطاء، ويقرأ كذلك إلا أنه بالهمز مثل عنب، ويقرأ بالفتح والهمز مثل نصب وهو كثير،
ويقرأ بالكسر والمد مثل قام قياما {الزنا} الأكثر القصر والمد لغة، وقد قرئ به، وقيل هو مصدر زانى، مثل قاتل قتالا لأنه يقع من اثنين.
قوله تعالى: {فلا يسرف} الجمهور على التسكين لأنه نهى، وقرئ بضم الفاء على الخبر ومعناه النهى، ويقرأ بالياء والفاعل ضمير الولى، وبالتاء: أي لا تسرف أيها المقتص، أو المبتدئ بالقتل.
أي لا تسرف بتعاطى القتل، وقيل التقدير يقال له لا تسرف {إنه} في الهاء ستة أوجه: أحدها هي راجعة إلى الولى.
والثاني إلى المقتول.
والثالث إلى الدم.
والرابع إلى القتل.
والخامس إلى الحق.
والسادس إلى القاتل: أي إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة.
قوله تعالى: {إن العهد كان مسئولا} فيه وجهان: أحدهما تقديره: إن ذا العهد: أي كان مسئولا عن الوفاء بعده.
والثاني أن الضمير راجع إلى العهد، ونسب السؤال إليه مجازا كقوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت}.
قوله تعالى: {بالقسطاس} يقرأ بضم القاف وكسرها وهما لغتان، و{تأويلا} بمعنى مآلا: قوله تعالى: {ولا تقف} الماضي منه قفا إذا تتبع، ويقرأ بضم القاف وإسكان الفاء مثل تقم، وماضيه قاف يقوف إذا تتبع أيضا {كل} مبتدأ، و{أولئك} إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد، وأشير إليها بأولئك، وهى في الأكثر لمن يعقل لأنه جمع ذا، وذا لمن يعقل ولما لا يعقل، وجاء في الشعر:
بعد أولئك الأيام

فكان وما عملت فيه الخبر واسم كان يرجع إلى كل، والهاء في عنه ترجع إلى كل أيضا الضمير في مسئول لكل أيضا، والمعنى: أي السمع يسأل عن نفسه على المجاز، ويجوز أن يكون الضمير في كان لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه.